للمرأة دور جوهري وفعال في الأدب والحياة

قاسم سعودي - مجلة مرامي

1 May 2007

الروائية نسرين غندورة تدخل الشارقة فتعشقها من أول نظرة

بحبر يحلق بأجنحة المدينة الصابرة، وبسرد يقترب من مسافات تعلن الصدق والبساطة والعفوية رداءً للكتابة، تبدأ الكتابة السعودية مسيرتها الإبداعيةبرواية حملت عنوان (النهر الثالث) والتي صدرت عن الدار العربية للعلوم، وتعمل الآن على روايتها الثانية، وهي لم تكمل الثالثة والعشرين بعد، بصبرتفوح منه رائحة الواقع ويبتسم منه عطر الخيال، في روح لغة تحاكي الإنسان والمحبة والضمير وبعيون عائلتها التي كان لها الدور الرئيسيوالإيجابي في بلورة موهبتها ونضج طموحها. تكتب بالقلم الرصاص وتعشق الشارقة وتتنفس بغداد بكل طقوس المدينة الملأى بحنطة التعب الموروثةمن جلجامش الطين والتصبر والمصير. فكان لمرامي هذه الوفقة في حوار معها بعد انطلاق مسيرتها في الرواية العربية السعودية.

كيف كانت بدايات الكتابه؟ و هل لها شذرات من أرجيح الطفولة و نفحات الصبا ؟

أوافقك الرأى كل شيء بيدأ بالطفولة..في صغري كنت متشوقة للاتحاق بالمدرسه وتعلم الكتابه، وأثناء دراستي وجدت نفسي في مادة التعبير، حيثكانت الماده الأكثر إثاره لفكرى و الأقرب إلى قلبي. عندما أكنب أشعر أن القلم يقودنى باتجاه لم أسر فيه من قبل. فاللغه هي أدق و أجمل وسيلهللتعبير و التواصل. و هذا ما يميز الأدب عن غيره من الفنون فهو ذلك الصدر الرحب الذي يحتضن الأنسانية بكل ما فيها من تنوع و نتاقض وتجانس.

أين تجدي نفسك الآن في خارطة الكتابة الأنثويه في الوسط الثقافى السعودي، و ما هو الصدى الذي تركته روايتك الأولى كونهاتحاكي و تشاكس واقعا عربيا معاصرا بعيدا عن فضاء المكان؟

على خارطة الكتابة الأنثوية في الوسط الثقافي السعودي أحتل مساحة رواية شمالها معاناة وجنوبها ترقب غربها حزن وشرقها أمل، مساحتها لاتتجاوز 255 صفحه إلا أن معانيها تتخطى حدود كلماتها. تنوعت الأراء حول روايتي فلكل قارئ معاييره الخاصة في التقيم، لكن موضوع الرواية شغل القاصي و الداني ولم يكن الواقع السعودي بمعزل عن الواقع العراقي الذي مازال جزاء من يوميتنا بكل مجرياته وتداعياته.

هل يرتبط الانجاز الابداعى بطقوس لدى الكاتب بطقوس آخرى غير المكان، فلكل مبدع حدسه الخاص في استسقاء مسافاتالحبر و الحلم و الحياه فما هى طقوس الكتابة لدى نسرين غندورة؟

عموما أفضل الكتابه في مكان هادئ واستخدم القلم الرصاص، لكن طقوسى في الكتابة تتغير من وقت لآخر...فلا يوجد لدى طقوس معينه أو أمكانأو أوقات للكتابه. أرحب بكل الشخصيات التي تزورني بلا استثناء في أي وقت وأي مكان، أفتح لها بوابه احاسيسى على مصرعيها . وعندما تزونيأو بالأحرى تسكنني أي شخصيه أحتفي بها على طريقتنا العربية الأصيلة ..فأفرد لها مساحات شاسعه من الورق ولأرق والوقت، وأسقيها قهوة الحبر حتى يظمأ الخيال وأطعمها ما لذ وصدق من المعاني حتي أكاد أسمعها و أرها و ألمسها أحيانا.

لا يحتمل الأبداع التذكير و التأنيث خصوصا بعد شيوع الأدب النسائي فماذا تقول نسرين غندورة عن هذا المصطلح خصوصابعد تزايد دور المرأه و الاحتفاء بها في النظريات النقدية الحديثة لا سيما أن صوت المرأه يحتل بؤرة اهتمام كبيرة في روايتكالأولى؟

للمرأة دور جوهري وفعال في الأدب والحياة على حد السواء، برأيي يرجع شيوع الأدب النسائي إلى ارتفاع نسبه النساء المتعلمات في الوطنالعربي و بالتالي ازداد الأنتاج الأدبي النسائي وهي ظاهرة صحية ومشرفة. أما صوت المرأة في روايتي كان صدى لصوت المرأة في الحياة فالمرأةهي مصدر الحياة كونها الأم ودورها لا يقتصر على الأنجاب حيث يستمر عطاءها باستمرار حياتها، فنراها في السراء والضراء تعطي بكل سخاءوبلا تردد، ويزداد دور المرأه فعاليه في المحن والأزمات حيث أن تضحيتها وصبرها تحافظ على استقرار الأسرة و تماسكها في أحلك الظروف.

لماذا النهر الثالث؟ و خصوصا بأن المدينه بكل طقوسها المعذبه هى بطله الروايه؟

بغداد سكنتنى أو بالأحرى سحرتني، لا أعرف سر ذلك لكنها مدينة اختصرت سحر الشرق بحميمة مذهله.فهي بتراثها الأصيل وتاريخها العريق، ومعالمها المتمردة على الموت و الدمار...كتبتنى و فجرت النهر الثالث من داخلي فسال حبري على روقي رواية للمدينة بكل شوارعها، حروبها، مقاهيها،وضحكات أطفالها العذبة.

كيف وجدت الشارقه كعاصمة للثقافة العريبة؟

كان لى شرف المشاركة بمعرض الشارقة للكتاب 2006 و قد استفدت و استمتعت بهذه التجربة، فقد كان المعرض غنيا بالكتب والضيوف والزوار والأنشطة والندوات، كما تميز المعرض بحسن التنظيم و توفير المعلومات للزائر رغم ضخامته.. جميل حقا أن نرى التطور العمراني و التجاري مواكبللتطور الثقافي في مدينة تعشقها وتعشقك منذ اللحظة الأولى

Previous
Previous

تقلص العالم اليوم ولم يعد قابلاً للتجزئة

Next
Next

النهر الثالث في العراق