تقلص العالم اليوم ولم يعد قابلاً للتجزئة

زاهر العريضي - صحيفة التحولات

12 January 2008

فليتحدث أصحاب الجرأة عن أنفسهم أما أنا فأسعى إلى الأصاله في الإبداع

نسرين غندورة، روائية سعودية، مازالت تخطو خطواتها الأولى في عالم الكتابة، تتلمس بثبات مجريات عالم الإبداع والبوح عن هموم العالم العربيفانطلقت في روايتها "النهر الثالث" من العراق رغم أن الكثر قد يظنون أنها ستتجه إلى الأدب النسوي، كما درجت عادة معظم الكاتبات العربيات.وبالطبع تتمتع نسرين بخصوصية تجذب الصحافة إليها كونها كاتبة سعودية، لمع اسمها في الآونة الأخيرة.

التقتها "تحولات" وكان معها هذا الحوار الخاص عن روايتها وعن موقفها من الجرأة والتحرر وعلاقتها الخاصة جداً بالعراق!

بداية،ماذا تحدثينا عن تجربتك الأولى في العمل الروائي (النهر الثالث )؟

تناولت في روايتي الحرب على العراق من منظور إنساني، ومن خلالها يتسنى للقارىء السفر إلى بغداد بصحبة فريق صحفي، ليرى ببصيرته ما لميدركه ببصره، فقد ظلت بغداد محاصرة خلف قضبان الحروب ومقيدة بأغلال الحصار حتى كدنا ننسى ثراء تراثها وعراقة تاريخها. لم نعد نسمع عنهاسوى أخبار الموت و الحصار. في( النهر الثالث ) نقرأ ما بين السطور في يوميات بغداد، نعيش معها الموت قذيفة بقذيفة، نسمعها و هي تردد موالاًحزينا كتبته بدموعها على بحر الدم، نشمها وهي تتعطر برائحة الخبز كل صباح. لذلك تعتبر روايتي (النهر الثالث) رسالة وفاء لبلد وهب العالم أولأبجدية، وقدم أبناؤه المبدعين مساهمات قيمة للإنسانية.

من المفارقة ان تكتب كاتبة سعودية عن العراق ، لماذا استحضار العراق بالرواية السعودية؟

لم أسأل نفسى هذا السؤال عندما كتبت ( النهر الثالث)! شغلتني قضيه الحرب على العراق كما شغلت الرأى العام في العالم بأسره. والشارعالسعودي لم يكن بمعزل عما يدور في العراق مطلقا، فقد تقلص العالم اليوم ولم يعد قابلا للتجزئة!

تحدثنا الكاتبة السعودية (بدرية البشر) عن اكتشافها ان الرجال هم اقل تحررا من النساء، كيف ترين ذلك ؟

لا أقتنع بالتعميمات، لكل شخصية صفتها التى تميزها من غيرها سواء كانت رجلاَ أو امرأة.

برأيك إلى أين تاخذ العزلة الفكرية المرأة السعودية اليوم ؟

لا يوجد أي رابط بين المرأة السعودية والعزلة الفكرية، لأن العزلة الفكرية موقف شخصي يأخذه الانسان سواء كان امرأه أو رجلاَ في أي مكان أوزمان! بامكان أي شخص أن يطلع على العلوم والفنون ليواكب كل جديد ويتفاعل معه، أو أن يأخذ موقفاَ سلبياّ ويبقي بعيدا عن كل ذلك.

مازال حتى اليوم عدد لا يستهان به من الكاتبات السعوديات يستعملن اسماء مستعارة ذكورية لانهن لا يمتلكن القدرة علىالبوح باسمائهن ، كيف ترين هذه المشكلة ؟

الحمد لله أنا لم أواجه هذه المشكله، نسرين غندورة هو اسمى الحقيقي بالكامل.

هل يرقى المشهد اليومي في المجتمع السعودي الى مستوى اقامة حلقات فكرية ؟

بلا شك، الحلقات الفكريه موجودة في المجتمع السعودي منذ بضعة عقود و لها جذور عميقة في تاريخ شبه الجزيرة العربية تعود إلى زمن (سوقعكاظ). أما اليوم فالحلقات الفكرية منتشرة ومتنوعة سواء في النوادى الأدبية العامة أو الصالونات الأدبية و نوادي الكتاب الخاصة أو المؤسساتالتعليمية. أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (النادي الأدبي الثقافى بجده) و هو مفتوح لكل من يرغب في المشاركة أو حضور الندوات والفعاليات بدون اشتراط عضوية أو فرض أى نو ع من القيود.

شهدنا روايات تدور حول المراة والرجل والجنس مثل (صمت الفرشات ) ل ليلى عثمان، و(برهان العسل )ل سلوى نعيمي . كيفتنظرين اليها ؟وما هي حدود الجرأة لديك ؟

أهل مكه أدرى بشعابها. كاتب الرواية هو خير من يتحدث عنها و ربما تكون الرواية خير من يتحدث عن كاتبها. في روايتي أسعى إلى الأصاله فيالإبداع والتجدد في الطرح مع المحافظة على القيم الأخلاقية والفكرية.

بعد (النهر الثالث) هل نحن على موعد مع نهر رابع ؟

أتمنى أن ينبع النهر الرابع في العراق و يكون (نهر سلام). وبخصوص روايتى المقبلة أنا أعكف على كتابتها منذ مدة لكننها لم تكتمل بعد.

Previous
Previous

The Mysterious Third River

Next
Next

للمرأة دور جوهري وفعال في الأدب والحياة