النهر الثالث في العراق
منى مراد- صحيفة البلاد
23 March 2007
الروائية نسرين غندورة لصحيفة البلاد
النهر الثالث...هو أول باكورة رواياتها القصصية التي طرحتها في أسواق المكتبات قبل أيام...والتي تعني نهر من الدموع
وهو عمل أدبي يثير حفيظة نفوس عدد من الروائيين الذين قرأوا عن شعب محتل وهو شعب العراقي ورسمت اسم النهر الثالث عنواناً لروايتها...والتيتعني أنه نهر من الدموع الذي أضيف إلى النهرين "الفرات ودجلة" الموجودين في العراق...وهي دموع النساء الثكالى والأطفال اليتامي نتيجة فقدانهم لأحبائهم من الأزواج والأشقاء والأقرباء الذين ماتوا في الحرب على العراق على يد أمريكا المحتلة
إنها الروائية السعودية الشابة التي استضفنها اليوم لنتحدث عن باكورة روايتها الجديدة...والهدف من هذا الاختيار لروايتها
كما تطرق اللقاء إلى الحديث عن روايات بعض الكتاب والكاتبات الذين خرجت أقلامهم من المحابر لتسطر قصص وروايات الشارع السعودي. بجرأةالكلمة وقوة العرض القصصي...كما تحدثنا عن أيها في رواية بنات الرياض التي هجمها الكثير ممن قرأها.لأنها جسدت واقع الفتيات بتفاصيل دقيقة دون رتوش. وغيرها من الأسئلة التي تطرقنا لها خلال حوارنا القصير معها
فإلى اللقاء
اختصري لنا سيرتك الذاتية
اسمى نسرين غندورة، مواطنه سعودية، ولدت و نشأت في مدينة جدة، حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة نظم المعلومات من كلية دار الحكمة بجدة، حاليا اعمل في إدارة المشاريع بمؤسسة دار الأعمال الهندسية صدرت لى رواية النهر الثالث في أواخر العام الماض 2006
ما اللذي دفعك لدراسة تخصص علمى رغم ميولك الأدبي؟
اخترت أن تكون دراستي فى مجال علمي لأنني حريصة على توسيع مداركى و الإلمام بشتى العلوم، لذلك اعتبرت الأدب هواية، بالإضافة إلى ذلك أردت أن أكتب بحرية مطلقه وألا أكون مقيدة بواجب وظيفي يفرض على نمط معين أو موضوع محدد للكتابة، أو يقيدني بزمن لإنجاز موضوع ما.
أصدرت باكورة إصداراتك (النهر الثالث) هل تعطينا شرح مفصل عنها؟ ولماذا اخترت فكرة هذه الرواية في أول أصدار أدبي لك؟
النهر الثالث هو عنوان الرواية، أما موضوعها فهو الحرب الاخيرة على العراق 2003، تسلط الرواية الضوء على أحداث الحرب من خلال شخصياتهاالمحورية الثلاثة علاوى وعماد وأحمد وهم يعملوم ضمن فريق عمل صحفي يغطى أحداث الحرب ويرصد أثارها على الشعب العراقي، و قمت باختيارموضوع الحرب على العراق ليكون موضوع رويتى الأولى بسبب ما شهدته و قرأته عبر وسائل الاعلام عن معانات الشعب العراقي لا سيما الأطفال والنساء بسبب الحروب المتتاله والحصار المتواصل الذي ترك أثاره المدمرة على الشعب العراقي الشقيق.
متى بدأت كتابة هذه الرواية؟ و كم استغرقت من الوقت لانجازها؟ مع شرح فصول الروايه باختصار
بدأت كتابه روايتى (النهر الثالث) في أواخر عام 2003 وقد استغرقت كتابتها عامين لأنني قمت بجمع العديد من المعلومات عن العراق لكي أتمكنمن كتابة الرواية وبالتالي احتجت إلى الكثير من الوقت، من خلال روايتي ذكرت يوميات فريق صحفى عربي يعمل لتغطية الحرب على العراق و مايمرون به من مواقف حرجة و يواجهونه أهوال أثناء تأديتهم لعملهم بأصرار و إخلاص. و نظرة كل منهم إلى العراق وتوقعاتهم إلى نتائج الحربوتأثيرها على مستقبل العراق.
ما اللذي يميز روايتك كأديبة سعودية؟ و هل تشعرين بأن القارئ سيعيش تفاصيلها الحقيقية مع فصولها الإنساسنية التى جسدتها روايتك. (النهر الثالث)؟
لقد تكرر طرح هذا السؤال على بصيغ مختلفة و مضمون واحد ألا و هو: لماذا كتبت عن العراق و أنت سعودية؟
لم أفكر في هذا السؤال عندما كتبت روايتي، آمنت بقضية الشعب العراقي و شعرت بأهمية التطرق إليها و إبرازها للعالم. و قد حاولت من خلالالرواية أشعار القارئ الكريم بمدى معانات المواطن العراقي اليومية في وطنه المحتل.من خلال مقارنه وضع الشعب العراقي بغيره من الشعوب فيظل تهدور الوضع الأنساني في العراق. وأذكر الضمير الأنسانى العالمى بمعالم مدينة بغداد العريقة (عاصمة الخلافة الأسلامية) وتراثها العريق الذيظل محاصراً ومجمداً ايضا بسبب الحرب والدمار.
مؤخرا شهد عالم الرواية ظهور الكثير من الأقلام السعودية الشابة لا سيما الفتيات؟ فما هي العوامل التي ساهمت في هذا الظهور و الانتشار؟
أعتقد أنها ظاهرة طبيعية بسبب ارتفاع نسبة الفتيات السعوديات المتعلمات في ظل الرعاية التي توليها حكومتنا الرشيدة لقطاع التعليم، بالإضافةإلى تطور وسائل الاعلام و شبكة الأنترنت، أضف إلى ذلك تطور دور النشر العربية و تتعدد وسائل الترويج للكتاب الذي سهل لهن الإطلاع على جميعأنواع الأداب العربي و العالمي. و كل هذه العوامل ساهمت فى انشار المعلومات و توسيع افاق الثقافة لديهن. و المرآة السعودية لم تكن بمعزل عن ذلكفشهدنا غزارة فى الأنتاج الأدبي السعودي وبالتالى صدور العديد من الروايات لأديبات وأدباء سعوديين، أذكر على سبيل المثال لا الحصر الأديبوالناقد عبده خال في أحدث إصداراته(فسوق) والروائي أحمد أبو دهمان الذي لاقت روايته(الحزام) نجاحا عالميا، و لا ننسى (بنات الرياض)للروائية الشابة الدكتورة/رجاء الصانع التي أثارت جدلا في الأوساط الثقافية العربية بسبب طرحها الذي وجد البعض فيه جرأه و خروج عن المألوف،بالإضافة إلى رواية(مزامير من ورق) للأديبة الصحفيه نداء أبو علي التي عبرت عن نظرة شاب سعودي لوطنه بعد عودته من الغربه، و أخيرا و ليساخرا الروائى الجرئ محمد علون مبدع (سقف الكفاية) واعتقد أن السنوات المقبله سنشهد ظهور المزيد من هؤلاء الروائيين السعوديين الذينسيعبرون عن تطور المجتمع السعودي ويطرحون قضاياه بوجهات نظر مختلفة.
ذكرت بأن رواية (بنات الرياض) خرجت عن المألوف وبالتالي هوجمت؟ فهل كان هذا الهجوم مبررا برأيك؟
لا أدري لماذا هوجمت بنات الرياض، برأي هي رواية واقعية اختارت نماذج لفتيات من الرياض وروت قصصهن بدون رتوش، لا يمكننا أن نحصر بناتالرياض في الشخصيات المذكورة في الرواية و لا يمكننا أن نستثنى هذه الشخصيات من بنات الرياض لأنها موجودة في الواقع. و بالتالي كان منالأحرى أن تسمى (بنات من الرياض).
هل صحيح في نظرك بأن الكاتب يجب أن يعرى تفاصيل واقعه لكى يستطيع الوصول إلى الكمال في الروائة الناجحه؟
يجب على الكاتب أن يكون مؤمناً بالقضية أو الموضوع الذي يتناوله بالطرح لكي يعبر عنه بصدق وبالتالى يوصل رسالته إلى القراء، لذلك يلجأ لفتحالجروح في بعض الأحيان. كما كان حال رواية (عمارة يعقوبيان) التى تحولت إلى فيلم سنمائي ومازالت مثيرة للجدل لأنها عبرت عن واقع المجتمعالمصري والتغيرات التي طرأت عليه في السنوات الأخيرة.
بالعودة إلى روايتك (النهر الثالث) هل تتوقعين أن تلاقي روايتك نفس الهجوم الذي لاقته (بنات الرياض)؟
روايتي (النهر الثالث) مختلفة عن رواية (بنات الرياض) من حيث الطرح والمضمون. فلا يمكنني الحكم من خلال هذه المقارنه، لكنها عمل أدبي يبقي موضوع للنقاش و النقد وتبادل الأراء خصوصا أنه إصدار حديث.
خرجت إلى أسواق المكتبات العديد من الروايات والقصص الأدبية التي ألفها كتاب و كاتبات سعوديين و التي جاء مضمونها يتحدث عن واقع المجتمع السعودي بجنسيه؟
ثورة الإعلام و التعليم أدت إلى تطور تدريجي للمجتمع السعودي بكافه عناصره، وبالتالى أصبح الرأي العام السعودي أكثر نضجا وأقل تحفظا عما كان عليه في السابق فانعكس هذا النضج على الأنتاج الأدبي السعودي.
ما هى طموحك و تطلعاتك المستقبلة، بأي قطار تنوين الالتحاق؟ و أي محطة تقصدين؟
أتمنى أن يوفقنى الله وأن تلاقي روايتي النجاح و تترك صدى جيد في عالم الأدب، وأن أكون نموذجاً مشرفاً للروائيات السعوديات. بصفة عامة، سأكمل رحلتى مع الأدب ولا أدري في أية محطة سأقف
من هو مثلك الأعلى و من ساعدك للوصول إلى ما وصلت إليه؟
مثلي الأعلي هو رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم. وأشكر والديّ وأسرتي الصغيرة لدعمهم وتشجيعم لى بكافة السبل، حيث قام والديبمساعدتى في جمع العديد من المراجع ورافقني في رحلتى إلى الإمارات لحضور معرض الشارقة للكتاب. فأدعوا الله عز وجل أن يجازي والديّ عنىخير الجزاء
لاحظت أنك ختمت روايتك بكلمة (استمرت) في حين أن معظم الروايات تنتهي بكلمات مثل تمت أو اتنهت؟ فماذا انهيت روايتك باستمرت؟
اخترت كلمة استمرت لتكون اخر كلمة في روايتي تعبيرا عن الأمل و التفاؤل بمستقبل أفضل للعراق الذي كان تاريخه حافل بالأزمات المختلفة ومع ذلك كان مهدا للحضارت وسيظل كذلك وهذا ما أشرت إاليه (باستمرت)