غازي القصيبي ونسرين غندورة وسعادة جابر...كتاب اجتازوا الحدود

نجلاء صلاح الدين - صحيفة الوطن

7 February 2015

غزارة الإنتاج الروائي السعودي تحرك المشهد الثقافي

قراءات ترصد تطور الرواية السعودية في ندوة معرض القاهرة للكتاب

أكد الشاعر عيسى جرابا أن معدل إنتاج الروايات في المملكة عام 2007، وصل إلى 55 رواية، وازداد عام 2008، إلى 64 رواية، وبعام 2009، وصل إلى 90 رواية، مشيراً إلى أن هذا الإنتاج الغزير حرك المشهد الثقافي السعودي، إلى حد دعا بعض النقاد لتسمية الرواية السعودية بـ"ديوان العرب" وسحب اللقب والبساط من تحت فن الشعر، وفقا للإحصاء الذي أجراه النادي الأدبي والثقافي في منطقة الباحة، جاء ذلك في الندوة التي حملت عنوان "قراءات في القصة والرواية السعودية" التي حضرها رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور أحمد مجاهد وشارك بها الأستاذ بجامعة الملك سعود الدكتور معجب بن سعيد العدواني، وأستاذ الأدب العربي والنقد بجامعة الأزهر الدكتور السيد محمد الديب، والقاصة السعودية ليلى الأحيدب، وأدارها الشاعر عيسى جرابا في جناح المملكة بمعرض القاهرة للكتاب. أكد العدواني أن الرواية السعودية امتداد مميز للرواية العربية، ويظل الاتصال بالثقافة العربية محور عوامل التأثير والتطور في الرواية السعودية. وأضاف خلال بحثه المقدم للندوة بعنوان "الرواية السعودية هويات ومؤثرات" أن الجانب الأكبر في تنامي الرواية السعودية قد تمثل في اتكاء الرواية السعودية على البعد الخارجي بعد انفتاحها على الثقافة العربية والغربية، مشيراً إلى أن الرواية السعودية تميزت بترسيخ العقلية الجمعية عند تناولها، فضلا عن محاولة اجتياز حدود المكان الجغرافي مثل الروائي غازي القصيبي والكاتبة نسرين غندورة والكاتبة سعاد جابر. ومن جهته قال الديب في بحثه المقدم للندوة بعنوان "القصة والرواية السعودية.. سيرة ومسيرة" إن علاقته بالرواية السعودية علاقة متينة، عندما شرع في كتابة مؤلف عن تاريخ الرواية السعودية جمع واطلع على عدد كبير من الروايات، معتبرا رواية "التوأمان" لعبدالقدوس الأنصاري التي طبعت بمطبعة الترقي السورية أول رواية سعودية منشورة، وكان ذلك عام 1930. وأضاف أن المملكة لم يصدر فيها بعد رواية "التوأمان" منذ عام 1930 إلى 1990، سوى أربع روايات، وامتاز أغلبها بالطابع التعليمي مثل رواية "ثمن التضحية" لحامد الدمنهوري، ورواية "اليد السفلي" لمحمد عبده، وامتازت الرواية السعودية أيضا بالكتابة الانطباعية وكثرة المونولوج الداخلي، وكثرة الوصف البيئي. وانتقد الديب تنوع الإنتاج الأدبي والثقافي للكاتب الواحد أو الكاتبة السعودية؛ حيث نجد الكاتب السعودي يكتب القصة والرواية والشعر والنقد في نفس الوقت وهو ما عده "تمزق فني" على حد وصفه. وأبدى الديب تحفظه وخوفه على الرواية من "تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعي والكتابة الإلكترونية، ورغم صغر الرواية السعودية على مستوى الحجم إلا أنه أبدى تفاؤله بتطورها بشكل عام. ومن جهتها، قرأت الأحيدب عددا من قصصها للجمهور منها قصة "البئر". وفي سؤال عن المعوقات التي تقف في وجه المرأة تحديدا دون الرجل عند كتابة فنون العمل الأدبي أجابت "الأحيدب" أنه ليست المرأة وحدها التي تواجه هذه الصعوبات فالرجل أيضا يتعرض لهذه المعوقات، إلا أنها تواجه المرأة أكثر من الرجل لأنها تقع دائما تحت المجهر، خاصة عندما تكتب عملا أدبيا، ما يجعل البعض يسقط العمل الأدبي على شخصية الكاتبة وأن ما تكتبه يجسد حياتها وواقعها الذي تعيشه، بالإضافة إلى الصعوبات الاجتماعية، لكن المرأة تحرص على حضورها الأدبي الدائم في المشهد الثقافي.

Previous
Previous

النهر الثالث استثناءً من السياق العام للرواية

Next
Next

سجال في معرض الكتاب حول النهر الثالث