أعبر عن فكر جيلي

عدنان الكاتب - مجلة هي

1 January 2009

نسرين غندورة روائية سعودية ارتبط اسمها بروايتها الشهيرة "النهر الثالث" التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر

مبيعا على مواقع كثيرة من بينها النيل والفرات مؤخراً.

الروائية السعودية نسرين غندورة ل "هي": اعبر عن فكر جيلي من خلال نماذج واقعية والإعلام ظلمنا كثيراً.

كيف أصبحت روائية؟

عشقت الأدب منذ طفولتي. وكنت أقضي معظم أوقات فراغي في القراءة والكتابة، مما ساعدني على تنمية موهبتي.

من أين ينبع "النهر الثالث"؟

من أخبار الحرب على العراق التي تصدرت وسائل الإعلام العالمية لفترة طويلة، فقد أوحت لي تلك الحرب التي دمرت البشر والحجر بفكرة الرواية.

ألم تواجهي صعوبة في الكتابة عن بلد لم يسبق لك زيارته؟

واجهت صعوبة في جمع المراجع والمعلومات اللازمة لكن التجرية كانت ممتعة ومفيدة. كنت أشعر بالسعادة وأنا أري الحبر يتدفق من بين يدي كلمة، فجملة فسطر ثم فصلا فرواية.

ماذا تقصدين ب "النهر الثالث"؟

بما أن أحداث الرواية تدور في العراق أرض الرافدين فقد أضفت لهما نهراً ثالثاً، تكون من الدموع التي ذرفها الشعب العراقي أثناء الكوارث المتتاليةالتي عاناها، فقد تصورت أن هذه الدموع تكفي لتكوين نهر بالفعل. كما أن النهر الثالث رواية تعبر عن الأمل الذي يولد من رحم الألم، لذلك كانتالبطلة مدينة بغداد فقد شهدت الكثير من الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية لكنها كانت تستعيد مجدها ومكانتها مرة بعد أخرى.

يميل الكتاب السعوديون في السنوات الأخيرة إلى كشف خبايا المجتمع السعودي وإفشاء أسراره، فلم غردتي خارج السرب؟

اخترت موضوع الحرب على العراق لأنه أثار الكثر من التسؤلات في ذهني. فقد كنت أعرف كيف يموت الناس في الحرب. ولكنني لم أكن أعلم كيفكانوا يعيشون في هذه الظروف الصعبه. وهذا ما دفعني للبحث في الموضوع والتعمق فيه. كما أن المجتمع السعودي لا يعيش بمعزل عن المجتمعالدولي، فنحن نهتم بكل ما يدور في العالم ونتفاعل معه.


قلت أن مدينة بغداد هي بطلة روايته، هلا وضحت قصدك؟​​

البطلة هي مدينة بغداد. فقد تخيلتها كلوحة فنية مدهشة مفعمة بمواقف مؤثرة ومشاعر إنسانية عميقة جديرة بالتأمل، استخدمت شخصيات الروايةتماماً كما تستخدم كشفات الإضاءة في المعارض الفنية، فهي توزع على زوايا معينة بطريقة مدروسة، لإبراز كل تفاصيل اللوحة ألوانها خطوطها،وتفاعل كل عناصرها مع بعضها البعض. من خلال هذا الطرح أخذت القارئ إلى بغداد التي لم يزرها من قبل لكي يرى ما فيها ببيصرته ما لم يتمكنمن رؤيته ببصره. لا أنكر أنها مغامرة خطيرة، فقد أعدت قراءة الأساطير البابلية برؤية معاصرة، وقمت بتوظيف ذلك درامياً لخدمة مضمون الرواية. لقدكانت تجربة غنية بالفعل.

كيف كان رد فعل القراء على ذلك؟

بصراحة كانت ردود أفعالهم متنوعة. فبعضهم تقبل هذا الأسلوب واستمتع به. في حين فضل بعضهم الأجزاء الأخرى كونها أقرب إلى أساليب السردالتقليدية.

اشتركت في عدة معارض كتاب في بيروت وأبوظبي. وكان لك أكثر من لقاء مباشر مع القراء خلال تظاهرات ثقافية أخرى، كيف تصفين هذه التجربة؟

كانت تجربة ممتعة منحتني فرضة للتواصل من القراء وتبادل الأفكار والأراء معهم.

لاحظنا أنك سلطتي الضوء على فئة الشباب في روايتك؟ فلم فعلت ذلك؟

أردت التعبير عن فكر جيلي من خلال نماذج واقعية. فقد ظلمنا الإعلام كثيراً.

وكيف ظلمكم الإعلام؟

معظم وسائل الإعلام تتناول النماذج السلبية من الشباب والشابات. ولكننا في الواقع نجد الكثير من النماذج الإيجابية المشرفة التي تستحق التقدير والتشجيع. لأنهم يبدعون في مجالاتهم ويحسنون توظيف كفاءتهم. اعتقد أن نشر قصص نجاحهم سيلهم الشباب الآخرين ويشجعهم على التمسك بقيمهم والكفاح من أجل تحقيق أهدافهم.

من أين تستوحين شخصياتك؟

من الواقع لكنها خياليه مائة بالمائة. حيث لا وجود لأي منها في الواقع، وذلك لأنني أكون الشخصيات من أجل خدمة الرواية.

وكيف تكونينها؟

أثناء الكتابة تزورني (تخطر ببالي) شخصية فأعلملها وفق تقاليدنا العربية الأصيلة... أصب لها قهوة الحبر حتي يظمأ الخيال، وأطعمها ما لذ وصدق من المعاني. وبعد ذلك تتنفس وتتصرف بتلقائية فتدهشني وتمتعني.

هل تتبعين عادات معينة عندما تكتبين؟

اكتب نهاراً في مكان هادئ واستخدم قلم رصاص.

ما رأيك في تصنيف الأدب النسوي؟

أنا لا أميل إلى استخدام هذا النوع من المسميات. لأننا إذا قرأنا نصا ما. لا نستطيع أن نحدد إذا كان الكاتب رجلاً أو امرأة. لأن ما يهمنا هو جودة النص. وتبقي تقاصيل ثانوية برأيي.

أنشأت صفحة خاصة بروايتك على موقع "فيس بوك". ثم أطلقت موقعك الإلكتروني مؤخراً. فما مدى أهمية هذه الخطوة بالنسبة إليك كروائية؟

خطوة مهمة تتيح لي فرصة التواصل مع القراء وتبادل الأراء. علاوة على أنها مرجع يوفر معلومات متكاملة لكل المهتمين بالرواية.

وماذا عن روايتك الجديدة؟

مازلت أعيش أحداثهاوأتعرف على شخصياتها. وعلى الرغم من أنها أرهقتني كثيراً إلا أنني استمتع بكتابتها. واسعى على الدوام إلى اتمامها.

Previous
Previous

ذكريات مؤتمر "فكر 7" ومقهى الشباب

Next
Next

The Mysterious Third River